NadorCity.Com
-
أحمد زاهد يكتب.. اد حماد أقوى وأكبر من الموت
19 أكتوبر 2020 كان يوما صعبا، واجهت فيه الحقيقة المرة التي أرفض الإقرار بها، وفاة الأستاذ أحمد الدغرني، السياسي ، المفكر، الروائي، المسرحي، المترجم، والمناضل، الصادق ...

تمايورت مديرة "أمضال أمازيغ" وضعتني في موقف صعب أيضا، الحديث عن رجل في مقام أحمد الدغرني.

اختلطت علي المشاعر، الأفكار والسنوات والمحطات أيضا، فالأمر يتعلق بديناميكية استثنائية عند داحماد، عشت جوانب منها على مدى 27 عاما، ابتدأت بنقاش حول المؤسسات السياسية القديمة عند إيمازيغن في أحد أيام صيف 1993 بالرباط، وانتهت باتصال هاتفي صباح 19 أكتوبر 2020 تخبرني سيدة أن الرقم الذي تطلبونه مشغول حاليا.

في سنة 1993 سكنني تحد كبير هو انجاز بحث الإجازة بكلية الحقوق في موضوع "تاريخ المؤسسات والوقائع الاجتماعية في ظل الحضارة الأمازيغية " لم يكن زادي في ذلك سوى عنادي الريفي والذي أيقضه بعض الأساتذة المحسوبين فكريا على المشرق العربي.

أحالني الأستاذ محمد الشامي على الأستاذ محمد شفيق ومحمد التازي سعود مترجم كتاب حرب يوغرطة، والأستاذ أحمد الدغرني الذي فتح لي بيته ومكتبته وجيبه أيضا في الكثير من الأحيان، لم يكن صعبا كسب صداقة الدغرني فقلبه كان يسع للجميع، لم نولي اهتماما لذلك، كان همه في تلك الفترة حصانة فيصل الحركة الثقافية الأمازيغية الذي أعلن عنه موقع وجدة على هامش الذكرى الأولى لوفاة المعطي امليل في أكتوبر 1992 كنا نلتجئ إليه في المواقف الصعبة خاصة وأنه متمرس في تاريخ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كانت فكاره حاضرة معنا في كل المحطات، توجت بلقاء تاريخي حضى فيه ادا حماد بلقاء جماهيري طلابي ، وقد استقبل كشخصية وطنية مرجعية للحركة الثقافية الأمازيغية داخل الجامعة في فبراير 1996 بمدرج كلية الحقوق

ترجم اد حماد وعيه الاعلامي في 1 يناير 1996 بإصدار العدد الأول من امزداي وهي دورية تهتم بأنشطة الجمعيات الثقافية الأمازيغية، وللتاريخ فقد طبعنا العدد الأول على نفقات رئيس جمعية إزوران-ن-ثامونت آنذاك المحامي لمكشاوي محمادي، كانت الدورية مدرسة للجيل الأول من صحفيي الحركة الأمازيغية.

وفرت لنا مادة إعلامية مهمة جدا ساعدتنا في إخراج أسبوعية تمازيغت في يناير 1999، والتي كانت وليدة قناعة فكرية لدا حماد، طالبت منا نقاش طويلا، بمعية الكاتب امحمد أوشيخ توجت بصدور العدد الأول في 7 يناير 1999 برأس مال ساهمنا فيه نحن الثلاثة. الجريدة وضعتني أنا وبعض المناضلين في مصف الصحافة المهنية، نحضى ببطاقات الصحافة (بطاقتي المهنية كانت تحمل رقم 2609) وهي ظاهرة جديدة في الجسم الصحفي المغربي، اضفت عليه طابع التنوع الذي يميز بلدنا.

عبقرية الدغرني قادتنا لنجاحات استثنائية، كنا أول المبادرين إلى ترجمة الخطابات الملكية إلى الأمازيغية على صفحات تمازيغت، وتستحضرني هنا المجهودات المعرفية لكل من ادا حماد، إبراهيم باوش ولحبيب فؤاد، فتحنا نقاشات مع نخبة من المفكرين والسياسيين من ضمنهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي وأعتقد أن الصحافي محمد بوداري يحتفظ بذكريات في هذا السياق.

في أبريل 2000 حظيت باستقبال في تيزي وزو بالجزائر رفقة المحامي حسن إد بلقاسم تكريما لجريدة تمازيغت كنا أول جريدة أسبوعية من الحجم الكبير وبـ 16 صفحة، هذه المنشاة الصحفية تمازيغت تخرج منها صحافيين كبار كعلي خلا، عبد الله انهاري، إبراهيم باوش، جمال الدين العارف ... لأحمد الدغرني أفضال كبيرة على كثير منا، كان ملهما لكثير من شباب الحركة الثقافية الأمازيغية، صعب جدا أن يعاد ادا احماد مرتين

سأضل أنا وعائلتي نفتخر بصداقة رجل صادق هو أحمد الدغرني، رجل قال في حقه صاحب الجلالة كلمات تنقص من آلام فقدانه، وتخفف كثير من الأحزان، كلمات تستوجب التكرار، كلمات للتاريخ، كلمات محفزة للأجيال القادمة المقتنعة بمغرب يسع للجميع.

هكذا تحدث جلالته عن احمد الدغرني :
مناضل حقوقي، مشهود له بالكفاءة المهنية وبالالتزام بنبل وشرف مهنة المحاماة وقضايا حقوق الإنسان

سننقش في ذاكرتنا "ونزمار أشك نتو" لأنك أقوى من الموت
سأشتاق لعبارة "أميس –ن- ومغار" التي تناديني بها دائما.



---
تعليق جديد






لتصفح الموقع بنسخته الكاملة اضغط على الويب